أصدقاء الطفولة… مرآة الروح ودفء الذكريات

أصدقاء الطفولة… مرآة الروح ودفء الذكريات

خلال الأسبوعين الماضيين، حملت لي الأقدار فرحة خاصة طال انتظارها، إذ التقيت بمجموعة من أصدقائي في الطفولة، تلك الطفولة التي تظل أنقى مراحل العمر وأكثرها صدقًا وصفاءً. كانوا رفقاء الصف والمدرسة والحارة، ورفقاء أولى التجارب في ميادين الحياة.

حين اجتمعنا بعد كل هذه السنوات، كان اللقاء أشبه باستعادة لوحة قديمة غابت ألوانها عن العين، لكنها بقيت حيّة في القلب. كم كان اللقاء جميلاً، وكم أضاءت أرواحهم الدرب من جديد، حتى شعرت أنني عدت طفلًا بينهم، ببراءة الأمس وعمق اليوم.

امتدّ الحديث بيننا من القلب إلى القلب، من سويداء الروح إلى سويداء الروح. استرجعنا ذكرياتنا، ضحكاتنا الصغيرة، مغامراتنا المتهورة، إخفاقاتنا وإبداعاتنا، مرورًا بالمخاطر التي كنا نراها يومًا عظيمة فتحوّلت اليوم إلى قصص نرويها بابتسامة. كان كل شيء يحمل روح الشباب الذي نضج مع الزمن، لكنه لم يفقد بريقه.

بعضهم لم أره منذ خمسةٍ وعشرين عامًا ونيف، وما بيننا لم يكن يصل إلا عبر مقالات متفرقة أو لقاءات عابرة على “فيسبوك”. لكن هيهات أن يستوي ذاك بذاك؛ فلقاء العين بالعين، والمجلس الذي يجمع الأرواح، لا يعوّضه أي تواصل آخر. هو كما قال الشاعر: مجلس الصديق لصديقه حياة أخرى.

لقد شعرت بالفخر والاعتزاز بكم جميعًا، وامتلأ قلبي امتنانًا لصحبتكم. تمنيت أن يطول اللقاء أكثر، وتمنيت أن تتكرر مجالسنا القادمة على الدوام، لنغذي حاضرنا بما بلغناه من نضج وخبرة، ونبقى أوفياء لما حملناه من طيبة وأصالة.

شكرًا لكم يا أصدقاء العمر، من أعماق قلبي، لأنكم أحييتم في داخلي زمنًا جميلاً، وأشعلتم شمعةً من الأمل وسط صخب الأيام. دمتم بخير ومودة، ودامت الصداقة بيننا نبراسًا يضيء طريقنا إلى الأمام.

“الصداقة زهرةٌ لا تذبل، مهما طال عليها الزمن.”

نشر هذا المقال في صحيفة الرأي