ممارسات خاطئة خلال شهر رمضان المبارك: نداء للتوقف عن الانانية

في شهرِ رمضانْ المباركِ يتجلى التقربُ إلى اللهِ في العديدِ منْ الأعمالِ الصالحةِ التي تعمُ الأرجاءُ ، والتي منها التصدقُ والأنفاقُ في هذا الشهرِ الفضيلِ وانْ لا تعلم يمنكَ بما تقدمَ شمالكَ كما هوَ نهجُ عقيدتنا السمحاءِ . إلا أنهُ في الآونةِ الأخيرةِ شوهدتْ بعضُ الأفعالِ الخاطئةِ تظهربشكلْ واضح ( وهنا أنا لا أعممُ ) مما يثيرُ القلقُ بشأنِ تحولِ هذا الشهرِ الفضيلِ عندَ البعضِ إلى فرصةٍ لتحقيقِ المصالحِ الشخصيةِ والتمييزِ الاجتماعيِ والأنانيةِ بدلاً منْ الاهتمامِ الدينيِ والخدمةِ الإنسانيةِ الجليلةِ التي يحثنا اللهُ عليها.

في كلمةٍ منْ القلبِ ، نجددُ التذكيرُ بأنَ شهرَ رمضانْ يتطلبُ منا الالتزامُ بقيمِ العطاءِ والتعاطفِ ، وليسَ فقطْ منْ خلالِ تقديمِ الصدقاتِ والعونِ الماديِ ، بلْ أيضا منْ خلالِ احترامِ كرامةِ الفردِ والتعاطفِ معَ معاناتهِ بدونِ إذلالهِ أوْ انتهاكِ خصوصيتهِ التي يجبُ علينا جميعا أنْ نحترمَ ونجلُ والتي هيَ جزءٌ أصيلٌ منْ كرامتنا واحترامتنا لذاتنا أيضا.

للأسفِ ، نرى بوضوحِ بعضَ الممارساتِ السلبيةِ التي تنافي تعاليمَ الإسلامِ ، وجميعَ الأديانِ السماويةِ السمحةِ ، وتعاملهُ الإنسانيُ النقيُ معَ الضعفاءِ والمحتاجينَ . فمنْ خلالِ محاولاتِ استغلالِ حاجةٍ الآخرينَ للتسويقِ للنفسِ والحصولِ على الشهرةِ والاعترافِ ، تظهرَ صورا واحتفالاتا غيرِ مقبولةٍ منْ توزيعِ العطاءِ ، حيثُ يتمُ دعوةً المحتاجينَ للإفطارِ بمنزلِ شخصٍ معينٍ أوْ بمكانٍ عامٍ ، وتوزعَ الملابسَ والهدايا بصورةٍ تتسمُ بالاستعراضيةِ دون أدنى احترامِ لكرامتهمْ الإنسانيةِ . أننا ، كمجتمعٍ ، مدعوونَ لوقفِ هذهِ الممارساتِ الخاطئةِ والتفكيرِ في رمضانْ بمنظورٍ يرتقي بقيمِ الإنسانيةِ والتعاطفو الإخاءُ ، ونحثُ كلَ فردٍ يشتركُ في هذهِ الممارساتِ السلبيةِ على أنْ يتوقفَ ويتفكرُ في عواقبِ تصرفاتهِ ، وأنْ يدركَ أنَ العطاءَ الحقيقيَ يأتي منْ القلبِ ، دونُ أنْ يكونَ مرتبطا بمكاسبَ شخصيةٍ أوْ مكاسبَ انتهازيةٍ.

أشكرُ صديقنا العزيزُ الذي لفتَ انتباهنا لهذا الأمرِ ، ونأملُ أنْ يتسنى لنا جميعا تصحيحَ المسارِ وتجاهلِ الدعواتِ الفارغةِ للمظاهرية والاستعراضِ في رمضاننا القادمَ وفي قادمٍ أيامِ العطاءِ بشكلٍ عامٍ ، وأنْ نحافظَ على رمضانْ كشهرٍ لزيادةِ العطاءِ والتسامحِ والتعاطفِ ، دونُ أنْ نستغلها ونحلولهْ وسيلةً للبذخِ والاستعراضِ والتنافسِ غيرِ المشروعِ.

لنتذكرْ دائما أنَ اللهَ يرى ما في القلوبِ ، وأنَ العملَ الصالحَ الذي يقومُ بهِ الإنسانُ بإخلاصِ سيكونُ لهُ أجرةٌ عظيما في الدنيا والآخرةِ ، واللهُ منْ وراءِ القصدِ .